‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشعر الحديث. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشعر الحديث. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 26 يناير 2023

هكذا غنّى بروميثيوس

 سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ ** كالنِّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ

أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّةِ.., هازِئاً ** بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ

لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى ** ما في قرار الهَوّةِ السوداءِ...

وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، ** غرِداً- وتلكَ سعادةُ الشعراءِ

أُصغِي لموسيقى الحياةِ، وَوَحْيها ** وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي

وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي ** يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ

وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني ** عن حرب آمالي بكل بلاءِ:

سكن الليل




 

الثلاثاء، 7 أبريل 2020

قضية الشعر الجديد

 تناول الناقد محمد النويهي (1917 - 1980) في كتابه "قضية الشعر الجديد" الصادر عام 1964، مسألتين مهمّتين، الأولى هي أنه شعر يقوم على التفعيلة الواحدة ، ولا يتقيّد بعدد محدّد من التفاعيل في كل سطر، والثانية أنه يقترب من لغة الكلام الحية التي يتحدّث بها الناس في حياتهم اليومية.
ومع أن المسألة الأولى كانت قيد التداول، إذ تناولها من قبل أحمد زكي أبو شادي في كتابه "قضية الشعر المعاصر"، حين دفع بأفضلية قصيدة النثر على قصيدة التفعيلة عام 1959، وتناولتها نازك الملائكة  في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" الصادر عام 1962، دافعةً بضرورة الحفاظ على "التفعيلة" ولكن بانتظام يظل قريباً من نظام الشطرَين التقليدي، إلّا أن أهمّيتها لم تكن بأهمية المسألة الثانية، فهذه الأخيرة كانت في ذلك الزمن استثنائية ولم يسبق أن تناولها النقد العربي  بالوضوح الذي منحها إياه النويهي، أي بالحديث عن علاقة اللغة الشعرية بالحياة اليومية وإيقاعاتها، أو ما أُطلق عليه "عودة الشعر إلى سرّ حيويته، وهو الاقتراب من لغة الكلام التي ينطق بها أبناء الأمّة".

أنشودة المطر. بدر شاكر السياب

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحر
أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمر
عيناكِ حين تبسِمان تورِقُ الكُروم
وترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهر
يرجُّه المجداف وهناً ساعة السَّحر
كأنما تنبضُ في غوريهما النّجوم
أنشودة المطر
مطر .. مطر .. مطر

أغنية الليل. جبران خليل جبران

سكن الليل 
وفي ثوب السكون تختبي الاحلام
وسعى البدر
وللبدر عيون ترصد الايام
فتعالي يا ابنة الحقل نزور
كرمة العشاق
علنا نطفي بذياك العصير
حرقة الاشواق
اسمعي البلبل ما بين الحقول
 يسكب الالحان
في فضاء نفحت فيه التلول
نسمة الريحان
لا تخافي, فعروس الجن في كهفها المسحور
هجعت سكرى وكادت تختفي في عيون الحور
ومليك الجن ان مر يروح
والهوى يثنيه
فهو مثلي عاشق كيف يبوح
بالذي يضنيه

أعراس. محمود درويش

عاشقٌ يأتي من الحرب إلى يوم الزفافْ
يرتدي بدلتَهُ الأولى
ويدخلْ
حلبة الرقص حصاناً
من حماس وقرنفلْ
وعلى حبل الزغاريد يُلاقى فاطمهْ
وتُغنّي لهما
كل أشجار المنافي
ومناديل الحداد الناعمهْ
ذَبّلَ العاشقُ عينيه
وأعطى يَدَهُ السمراء للحنّاء
والقطن النسائيّ المقدس
وعلى سقف الزغاريد تجيء الطائرات
طائرات
طائرات

أَنَا يُوسُفٌ يَا أَبِي. محمود درويش



أَنَا يُوسُفٌ يَا أَبِي. يَا أَبِي، إِخْوَتِي لَا يُحِبُّونَنِي، لاَ يُريدُونَنِي بَيْنَهُم يَا
أَبِي. يَعتدُونَ عَلَيَّ وَيرْمُونَنِي بِالحَصَى وَالكَلَامِ يُرِيدُونَنِي أَنْ أَمُوتَ لِكَيْ
يَمْدَحُونِي . وَهُمْ أَوْصَدُوا بَابَ بَيْتِك دُونِي. وَهُمْ طرَدُونِي مِنَ الحَقْلِ. هُمْ
سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي. وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي. حِينَ مَرَّ النَّسِيمُ وَلَاعَبَ
شَعْرِيَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيَّ وَثَارُوا عَلَيْكَ، فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِي؟
الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتِفَيَّ، وَمَالَتْ عَلَيَّ السَّنَابِلُ، وَالطَّيْرُ حَطَّتْ على
راحتيَّ. فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِي؟ وَلِمَاذَا أنَا؟ أَنْتَ سَمَّيْتنِي يُوسُفًاً، وَهُمُو                                      
أَوْقعُونِيَ فِي الجُبِّ، وَاتَّهمُوا الذِّئْبَ؛ وَالذِّئْبُ أَرْحَمُ مِنْ إِخْوَتِي.. أُبَتِ!                                      
هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إنِّي رَأَيْتُ أَحدَ عَشَرَ كَوْكبًا، والشَّمْسَ                                    
والقَمَرَ، رَأَيتُهُم لِي سَاجِدِينْ.