دروس ومقالات ودراسات في اللغة العربية وآدابها حسب البرامج التعليمية الفرنسية الرسمية. أتمنى متابعة مفيدة وشيقة
جدل الأنا والآخر في رحلات عصر النهضة
لا تعود أهمية «أدب الرحلات» إلى الوصف والتصوير الذي يقدمه الرحّالة لمختلف نواحي الحياة في البلدان والأمصار التي قصدوها في ترحالهم، بقدر ما تعود أهميتها إلى التفسيرات الثقافية والأخلاقية والعقائدية والسياسية التي يقدمها الرحالة لأسباب الاختلاف الاجتماعي والثقافي والمعيشي، بين المنظومة القيمية للشعوب التي زاروها من جهة، والحضارة التي قدِموا منها من جهة ثانية.
مصريّ في باريس
اعْلم أنّ هذه المدينة تسمّى عند
الفرنسيس باري، ولكن يُكتَب هذا الاسم باريس، ولا يُنطَق بالسين أبداً كما هو عادة
الفرنساويّة. والنسبة إلى باريس عند الفرنسيس بارزيانيّ.
إنّ هذه المدينة من أعمر مدائن الدنيا، وهي كرسي بلاد الفرنسيس، وقاعدة ملك فرانسا... أما المطر فإنّه لا ينقطع في هذه المدينة في سائر فصول السنة فلذلك احتاجوا لدفع ضرره إلى جعل أعالي الدور منحدرة لتنزل منها المياه إلى أسفل. وفي سائر الطرق بالوعات.
أوربيو العصور الوسطى في الكتابات العربية
1. منزلة الفارس
والإفرنج ما فيهم فضيلة من فضائل الناس سوى الشجاعة ولا عندهم تقدمة ولا منزلة عالية إلّا للفرسان، ولا عندهم ناس إلّا الفرسان، فهم أصحاب الرأي وهم أصحاب القضاء والحكمة. وقد حاكمتهم مرّة على قطعان غنم أخذها صاحب بانياس ، وأنا إذّاكَ بدمشق، فقلتُ للملك فلك بن فُلك : هذا تعدّى علينا وأخذ دوابنا " فقال الملك لستّة أو سبعة من الفرسان: " قوموا اعملوا له حكماً". فخرجوا من مجلسه واعتزلوا وتشاوروا حتى اتّفق رأيهم كلّهم على شيء واحد وعادوا إلى مجلس الملك. فقالوا:" قد حكمنا أن صاحب بانياس عليه غرامة ما أتلف من غنمهم".
مصريّ في شيكاغو
يقاتل الجندي أعداءه بضراوة، يتمنّى لو يفنيهم جميعاً...لكنه إذا قدّر له، مرة واحدة، أن يعبر إلي الجانب الآخر ويتجوّل بين صفوفهم، سيجدهم بشرا طبيعين مثله، سيرى أحدهم يكتب خطاباً لزوجته، وآخر يتأمّل صور أطفاله، وثالثا يحلق ذقنه ويدندن... كيف يفكر الجندي حينئذ؟... ربما يعتقد أنه كان مخدوعا عندما حارب هؤلاء الناس الطيبين وعليه أن يغيّر موقفه منهم.. أو.. ربما يفكّر أن ما يراه مجرد مظهر خادع، وأن هؤلاء الوادعين ما إن يتخذوا مواقعهم ويشهروا أسلحتهم حتي يتحولوا إلي مجرمين، يقتلون أهله ويسعون إلي إذلال بلاده...

الرحلة واكتشاف الاخر
