الثلاثاء، 25 فبراير 2020

الرحلة واكتشاف الاخر



                   أدب  الرحلات والسفاريات  
        الرحلة مشتقّة من الارتحال وهي تعني الانتقال من مكان لآخر؛ لتحقيق هدف معين، ماديا كان ذلك الهدف أو معنويا. والرحلة متّصلة بتاريخ الإنسان منذ أقدم العصور.
أغراض الرحلة
        تتعدّد الدوافع التي تحبّب الإنسان في الرحلات، وتختلف من شخص إلى آخر، ومن قوم لقوم، ومن عهد لعهد، إلا أنها في الأغلب لا تخرج عن أن تكون:
1- دوافع دينية: مثل الحج.
2- دوافع علمية أو تعليمية: مثل الدراسة أو التخصّص في مجال معيّن.
3- دوافع سياسية: مثل السفارات التي يبعث بها الحكام إلى حكام الدول الأخرى.
4- دوافع حربية: مثلا التوسُّع في الأرض على حساب الأمم الضعيفة.
 5- دوافع سياحية و ثقافية: مثل حبّ الاكتشاف، ومعرفة الجديد من الطبيعة والبشر، والمعالم الشهيرة.
6- دوافع اقتصادية: مثل التجارة وفتح أسواق جديدة أو لجلب سلع تتوافر في بلاد أخرى.
7- دوافع صحية: مثل السفر للعلاج أو الاستشفاء.
 موضوع أدب الرحلة:
        كلّ ما يراه المغترب ويعايشه ويقرؤه عن بلد أجنبي من عادات وتقاليد سكانه، وحياته السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وأحداث يعايشها الأديب وأشياء تأثّر بها في البلد الأجنبي.
الرحلة في التراث العربي
بدأت الرحلات الأولى على شكل أسفار لتحديد المسافات بين المدن وبين الأقاليم وفي نفس الوقت أعطت نظرة دقيقة عن تضاريس ومناخ منطقة ما أو إقليم ما، وعليه سمحت بدراسة أطراف الإمبراطورية العربية-الإسلامية.
وقد اشتهرت في هذا المجال جملة من المؤلفات تحمل مثل «المسالك والممالك» للبكري (القرن 11).
أو مؤلفات أخرى تعتني بـِ«البلدان»، مثل: كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي (القرن13).
إلاّ أن الرحلة كفنّ أدبي قائم بذاته لم يظهر إلا ابتداء من القرن 12. ومن بين المؤلفات التي لاقت شهرة، نجد:
- رحلة ابن جُبير ( القرن 12)
- رحلة الادريسي: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ( القرن 12)
- رحلة ابن بطوطة : تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (القرن 14)
الرحلة في العصر الحديث
بدأت الرحلة في العصر الحديث في منتصف القرن 19. واختلفت كليا في مضمونها بل وحتى في شكلها مع أدب الرحلة في العصر الوسيط. وذلك لأن الدافع لم يعد نفسه وكذلك الوظيفة.
فالرحلة الحديثة في مجملها رحلات إلى أوربا التي أصبحت مقصدا إما للطلبة أو للمفكرين أو للإصلاحيين من أجل اقتباس وتعلم حضارة الغرب المتقدمة وإدخالها إلى العالم العربي، مما يجعل الرحالة عبارة عن تلميذ متعطّش أو متفرّج منبهر ومفتون بما يشاهد وما يعايش.
ولقد شهد القرن 19 وبداية القرن 20 صدور كتب رحلات كثيرة نذكر من جملتها :
        الساق على الساق فيما هو الفارياق لأحمد فارس الشدياق (1855)
        رحلة باريس لفرنسيس مراش (1867)
        صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والقطار لمحمد بيرم التونسي (1885),
        الرحلة الأوروبية، محمد الحجوي (1919).

 _____________
مراجع للبحث والدراسة

د. شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي.
د. شوقي ضيف، الرحلات.
جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية.
أسامة بن منقذ، كتاب الاعتبار.
رفاعة الطهطاوي، تخليص الابريز في تلخيص باريز.
محمد الحجوي، الرحلة الأوروبيّة

على الشبكة
http://www.adab.com/
http://www.alwaraq.net/Core/index.jsp?option=1
http://www.al-hakawati.net/arabic/index.asp
http://www.hukam.net/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق