شعر الغزل

شعر الغزل من الأغراض الشعرية (= يعني المواضيع) التي عرفها الشعر العربي القديم.

كلمة "غزل" من الجذر غ ز ل  (مثل غزال) وتعني في الاصطلاح التحدّث عن جمال المحبوبة أو البوح بحبّ المحبوبة.  وكلمة غزل لها كمرادف: النسيب والتشبيب. 
في العصر الحديث اختفت كلمة "غزل" وبدأ يُطلق على القصيدة الغزلية اسم القصيدة العاطفية أو شعر الحبّ.

تاريخ القصيدة الغزلية :

تعتبر القصيدة الغزلية من أقدم المواضيع التي تطرّق لها الشعراء وذلك ابتداء من العصر الجاهلي. وقد عرف شعر الغزل ثلاث أنواع :

-       الشعر العُذري أو الغزل العفيف )platonique, romantique(. ويمتاز بعِفّة المشاعر وصدقها، وكون الشاعر يتكلّم عن محبوبة واحدة.

-       الغزل المادّي أو الصريح )sensuel( ويمتاز بالحديث عن تجارب الشاعر الغرامية وذكر أكثر من محبوبة.

-       المُجون )libertin( وقد ظهر هذا النوع خاصة في العصر العباسيّ. ويمتاز بفُحش العبارات والصور المستعملة وخروج الشاعر عن الأصول الأخلاقية المطبّقة في مجتمع محافظ.

شعراء الغزل :

هم كثيرون حسب العصور وحسب المدرسة الشعرية التي ينتمون إليها. نذكر منهم :

-       شعراء الغزل العُذري : قيس بن المُلَوِّح (أو مجنون ليلى) وجميل بُثَيْنَة وكُثَيِّر عِزّة وهما من العصر الأموي. والعباس بن الأحنف وهو منالعصر العباسيّ.

-       شعراء الغزل الصريح : عمر بن أبي ربيعة والأحوص وهما من العصر الأموي.

-       شعراء المجون : وأغلبهم من العصر العباسي مثل بشّار بن بُرد وأبي نواس.

الغزل في العصر الحديث :

يمتاز الشعر العربي الحديث بكونه تخلّى عن الأغراض القديمة وكذلك عن البناء الكلاسيكي للقصيدة. وقد اعتمد الشعر ككل على وحدة الموضوع سواء كان عاطفيا أو سياسيا أو اجتماعيا...
وبالنسبة للقصيدة الغزلية فقد اختفت كشكل قائم بذاته وحلّ محلّها شعر الحب أو الشعر العاطفيّ. من أشهر من كتبوا في الموضوع أحمد شوقي وسعيد عقل  وإلياس أبوشبكة وعمر أبو ريشة وعلي محمود طه ومحمد الفيتوري ونزار قباني. ولعل هذا الأخير هو من اشتهر بقصائد الحب.