اعْلم أنّ هذه المدينة تسمّى عند
الفرنسيس باري، ولكن يُكتَب هذا الاسم باريس، ولا يُنطَق بالسين أبداً كما هو عادة
الفرنساويّة. والنسبة إلى باريس عند الفرنسيس بارزيانيّ.
إنّ هذه المدينة من أعمر مدائن الدنيا، وهي كرسي بلاد الفرنسيس، وقاعدة ملك فرانسا... أما المطر فإنّه لا ينقطع في هذه المدينة في سائر فصول السنة فلذلك احتاجوا لدفع ضرره إلى جعل أعالي الدور منحدرة لتنزل منها المياه إلى أسفل. وفي سائر الطرق بالوعات.
ويشقّها نهر السين وعليه ثلاث جزائر أحدها تُسَمّى: جزيرة
السيتة ... وقناطر هذا النهر ستّة عشرة قنطرة،
فمنها قنطرة تسمّى قنطرة بستان النباتات، وقد بُنِيت هذه القنطرة في خمس سنوات
وصُرِف فيها ثلاثون مليون فرنك، وتسمّى هذه القنطرة أيضاً قنطرة استرليتز... ويوجد
في باريس بلوارات خارج سور المدينة وأخرى داخل المدينة. وعددها اثنان وعشرون
بلواراً...
ومن طباع الفرنساوية التطلّع والتولّع بالأشياء الجديدة،
وحبّ التغيير والتبديل في سائر الأمور خصوصاً في أمر الملبس. فإنّه لا قرار له
أبدًا عندهم، ولم تقف لهم إلى الآن عادة في التزيين، وليس معنى هذا أنهم يغيّرون
ملبسهم بالكليّة، بل معناه أنهم يتنوّعون فيه. مثلاً: لا يغيّرون لبس (البرنيطة)
ولا ينتقلون منها إلى العمامة، وإنما هم تارة يلبسون (البرنيطة) على شكل، ثم بعد
زمن ينتقلون إلى شكل آخر، سواء صورتها أو لونها، وهكذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق