الخميس، 9 مارس 2023

الخميس، 26 يناير 2023

هكذا غنّى بروميثيوس

 سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ ** كالنِّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ

أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّةِ.., هازِئاً ** بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ

لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى ** ما في قرار الهَوّةِ السوداءِ...

وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، ** غرِداً- وتلكَ سعادةُ الشعراءِ

أُصغِي لموسيقى الحياةِ، وَوَحْيها ** وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي

وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي ** يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ

وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني ** عن حرب آمالي بكل بلاءِ:

سكن الليل




 

أغنية الليل

 

سكن الليل وفي ثوب السكون
تختبي الأحلام
وسعَ البدر وللبدر عيون
ترصدُ الأيام
فتعالي يا ابنةَ الحقل نزور
كرمةَ العشّاق
علّنا نُطفي بذيّاك العصير
حرقةَ الأشواق
اسمعِ البلبلَ ما بين الحقول
يسكبُ الألحان
في فضاءٍ نفختْ فيه التلول
نسمةَ الريحان
لا تخافي يا فتاتي فالنجوم
تكتمُ الأخبار
وضبابُ الليل في تلك الكروم
يحجبُ الأسرار
لا تخافي فعروسُ الجنّ في
كهفها المسحور
هجعتْ سكرى وكادت تختفي
عن عيون الحور
ومليكُ الجنّ إن مرَّ يروح
والهوى يثنيه
فهو مثلي عاشقٌ كيف يبوح
بالذي يضنيه

الأربعاء، 9 نوفمبر 2022

غادة السمان: عن “الحاءين” الممنوعتين ومن أجلهما النضال والمنفى

 في رواية “يا دمشق وداعا – فسيفساء التمرد” تتابع الروائية السورية الشهيرة غادة السمان معاركها الأدبية والفكرية من أجل هدف اختصرته بحرف “الحاء” ليشمل عالما سعت إلى تحقيقه يقوم على عمودي وجود هما “الحرية” و”الحب”.

والحرية هنا لا تقتصر على مجرد ممارسة الحق السياسي بأشكاله المختلفة بل تتجاوز ذلك إلى وجوه اجتماعية متعددة تجعل الإنسان شبه مستعبد فيها باسم السلطة الذكورية وباسم التقاليد الاجتماعية والمفاهيم التي يسميها البعض دينية.
والحرية هنا لا تنفصل عن “حاء” أخرى بل عن اثنتين هما “الحق” في “الحب”. والحق في الحب لا يقتصر على حق الإنسان في أن يحب ويكون محبوبا وأن يختار توأم روحه ورفيق عمره بل يشمل هنا الإيجاب والسلب. أن تختار من تريده رفيقا للطريق وأن يكون لك الحق أن تقول له وداعا فقد انتهت القصة إذا اكتشفت أن توقعاتك وأحلامك لم تكن في موضعها.