الأحد، 10 ديسمبر 2023

المرأة والثقافة في عصر النهضة العربية * زهير توفيق

 


 

لم تكن قضية المرأة موضوعاً فكرياً حَظًي باهتمام رواد النهضة العربية فحسب ، بل تحولت إلى ذات فاعلة ساهمت في إحداث وأحداث الحركة النسوية النهضوية في القرن التاسع عشر ، وتحول تحررها رمزاً لتحرر المجتمع الشرقي الذي كان يرزح تحت سطوة الاستعمار والبطريركية والتقاليد ، ولم يستثنً قضيتها مثقف أو مفكر نهضوي منذ رائد النهضة العربية الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي تعرّف على الحياة الاجتماعية في باريس ، ودعا إلى تعليم المرأة وتهذيبها لتعين الرجل في أعباء الحياة ، وسار على دربه كل من: بطرس البستاني ، فرانسيس المراش ، وقاسم أمين الذي كان محطة بارزة في حمل قضية المرأة والدعوة لتحريرها من التآخر والتقاليد.
وقد ساهمت رموز هذا التيار عملياً في دفع قضية المرأة ، ورفع شأنها بالتعليم والعمل والدعوة إلى إصلاح قوانين الأحوال الشخصية. ونذكر من هؤلاء: د.طه حسين ، وأحمد لطفي السيد ، وسلامة موسى ، وغيرهم. وكان للثورة المصرية سنة 1919 دوراً بارزاً في انخراط المرأة بالعمل السياسي المباشر ، ونزع حجابها وسفورها والنزول إلى الشارع والمشاركة بالنضال السياسي والاجتماعي.