إنّ الاستبداد صفة للحكومة المطلَقة العِنان
فِعلاً أو حُكماً. التي تتصرّف في شؤون الرّعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب.
وتفسير ذلك هو كون الحكومة إمّا هي غير مُكلّفة بتطبيق تصرُّفها على شريعة، أو على
أمثلة تقليدية، أو على إرادة الأمّة، وهذه حالة الحكومات المُطلقة. أو هي مقيّدة
بنوع من ذلك، ولكنّها تملك بنفوذها إبطال قوّة القيد بما تهوى، وهذه حالة أكثر
الحكومات التي تُسمّي نفسها بالمقيّدة أو بالجمهورية.
------------
بين الاستبداد والعلم حرباً دائمةً: يسعى
العلماء في تنوير العقول، ويجتهد المستبدُّ في إطفاء نورها، والطرفان يتجاذبان
العوام. ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا.
عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد