تناول الناقد محمد النويهي (1917 - 1980) في كتابه "قضية الشعر الجديد" الصادر عام 1964، مسألتين مهمّتين، الأولى هي أنه شعر يقوم على التفعيلة الواحدة ، ولا يتقيّد بعدد محدّد من التفاعيل في كل سطر، والثانية أنه يقترب من لغة الكلام الحية التي يتحدّث بها الناس في حياتهم اليومية.
ومع أن المسألة الأولى كانت قيد التداول، إذ تناولها من قبل أحمد زكي أبو شادي في كتابه "قضية الشعر المعاصر"، حين دفع بأفضلية قصيدة النثر على قصيدة التفعيلة عام 1959، وتناولتها نازك الملائكة في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" الصادر عام 1962، دافعةً بضرورة الحفاظ على "التفعيلة" ولكن بانتظام يظل قريباً من نظام الشطرَين التقليدي، إلّا أن أهمّيتها لم تكن بأهمية المسألة الثانية، فهذه الأخيرة كانت في ذلك الزمن استثنائية ولم يسبق أن تناولها النقد العربي بالوضوح الذي منحها إياه النويهي، أي بالحديث عن علاقة اللغة الشعرية بالحياة اليومية وإيقاعاتها، أو ما أُطلق عليه "عودة الشعر إلى سرّ حيويته، وهو الاقتراب من لغة الكلام التي ينطق بها أبناء الأمّة".